غزة عندما يصبح الصمت خيانة

 

في النهاية، لن يُذكر من اختار الصمت


غزة: عندما يصبح الصمت خيانة


إلى من يقول: "المهم دولتنا، ولا شأن لنا بغزة"، هل فكرت يومًا أن صمتك قد يكون أشد ألمًا من أي قذيفة تسقط هناك؟ غزة ليست مجرد اسم بعيد أو أزمة تُعرض على شاشات التلفاز. غزة هي جرح في قلب الإنسانية، واللامبالاة تجاهه هي خيانة للضمير، للأخوة، وللكرامة.


عندما تختار أن تُغلق عينيك عن المأساة، فأنت في الحقيقة تُغلق قلبك. عندما تتجاهل ما يحدث لأبرياء غزة، فأنت تتجاهل أن ما يحدث هناك يمكن أن يحدث لأي منا. تتجاهل أن الإنسانية لا تعرف حدودًا مرسومة على الخرائط، وأن معاناة البشر واحدة أينما كانوا.


في غزة، هناك أطفال يُدفنون تحت الأنقاض، بينما أنت تنعم بالأمان. هناك أمهات يركضن في شوارع مدمرة، تبحثن عن بقايا عائلاتهن، بينما أنت تسير في شوارع آمنة. هناك أناس لا يملكون شيئًا سوى صمودهم، وأنت تختار أن تقول: "هذا ليس شأننا."


ولكنه شأنك. إنه شأن كل إنسان ينبض قلبه بالعدل والرحمة. اليوم قد تعتقد أن ما يحدث في غزة لا يمسك، لكن تذكر، عندما تُستباح حقوق الإنسان في أي مكان، فإن هذا الخطر يقترب أكثر. الصمت اليوم يعني القبول بالظلم غدًا.


لا تقل "المهم دولتنا"؛ لأننا كلنا جزء من دولة واحدة، دولة الإنسانية. ما يحدث في غزة هو اختبار لقيمنا وأخلاقنا. إما أن نختار أن نكون مع الحق، أو نُدير ظهرنا ونقبل أن نكون شهودًا على جريمة صامتة.


في النهاية، لن يُذكر من اختار الصمت إلا كمن خذل إخوته في أشد الأوقات حاجة لهم. غزة ليست قضية بعيدة. غزة هي مرآة لما نحن عليه.


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق